
اختبار الموت يقود إلى اختبار القيامة
في الحقيقة أنه لا يمكن للإنسان ان يتذوَّق خبرة القيامة دون أن يجتاز في خبرة الموت.. فلا توجَد قيامة بدون صليب وموت وقبر، ومَن يهرب من الصليب يستحيل عليه التمتُّع بالقيامة.. وقد عبّر الإنجيل عن هذه الحقيقة يآيات كثيرة متنوِّعة، أَستعرِض معكم بعضها لتوضيح الفكرة:

السعي نحو وحدة الكنائس
+ في الحقيقة أنّ هناك مجهودات كبيرة قد بُذِلَت من جهة الكنيسة القبطيّة الأُرثوذكسيّة، لأجل تحقيق هذا الهدف العظيم الذي صلّي من أجله السيّد المسيح في صلاته الوداعيّة، أن يكون الجميع واحدًا (يو17: 21-23).. ولعلّ هذا هو اشتياق كلّ إنسان مسيحي، يحيا بالروح ويشعر بعضويّته في جسد المسيح، ويدرك كيف أنّ الوحدة المسيحيّة بمحبّة حقيقيّة ستكون أعظم شهادة للمسيح، أمام غير المؤمنين في العالم كلّه!

بعد الصليب والقيامة - المسيح مركز الحياة الجديد
كلّنا نعرف أنّ أبانا آدم كان هو رأس الجنس البشري، والمركز الذي تَفَرّع منه كلّ البشر، حتّى أنّنا نُدعى "بني آدمين". وعندما فسد هذا المركز بالخطيّة، ودبّ فيه الموت، وسرى الفساد والموت منه إلى نسلِهِ، انحدرت البشريّة إلى أسوأ درجات الشرّ، ووقَعَت تحت اللعنة، وفقدت تواصُلها مع الله الذي هو ينبوع الحياة!

من كنوز القدّيس أثناسيوس الرسولي بمناسبة عيد نياحته - تَمَجَّدَ لكي يُمَجِّدنا
+ بما أن الكلمة وهو صورة الآب، وهو غير مائت، قد اتّخَذَ صورة عبد، وكإنسان عانى الموت بجسده من أجلنا؛ فلكي بذلك يبذل نفسه للآب بالموت من أجلنا.

بمناسبة احتفالنا هذا الأسبوع بتذكار نياحة القدّيس أرسانيوس – الكلام
اشتُهِرَ القدّيس أرسانيوس بقِلّة الكلام، على الرغم أنّه كان مُعَلِّمًا عظيمًا، وهو صاحب المقولة الشهيرة: "كثيرًا ما تكلّمتُ فندمتُ، أمّا عن السكوت فلم أندم أبدًا. كما يعلّمنا سِفر الأمثال أنّ "كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أمّا الضابط شفتيه فعاقل" (أم10: 19). لذلك سنحاول في هذا المقال مناقشة ثلاثة أسئلة:

قلب أسبوع البصخة المقدّسة - دائرة جاذبيّة الصليب
+ قبل أحداث الصليب، قال الربّ يسوع كلمة عجيبة للجموع: "وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ" (يو12: 32)، وعلّق عليها القدّيس يوحنا قائلاً: "قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ" (يو12: 33)..



بمناسبة إنجيل الأحد السادس من الصوم المقدّس - نحن نَعْلَم!
في حوار الفرّيسيّين مع الرجل المولود أعمى، الذي خلق الربّ يسوع له عينين فأبصر، قالوا له بِثِقةٍ: "نحن نعلمُ أنّ هذا الإنسانَ خاطئٌ" (يو9: 24).. وسنلاحِظ في حديثهم أنّهم كانوا متعالين عليه بشكل كبير، ويستخدمون ألفاظًا حادّة وقاطِعة معه، وفي النهاية شتموه وطردوه خارج المجمع.. كلّ هذا لأنّه كان يَشهد شهادة حقّ عن المسيح الذي أبرأه، ويُفكِّر بعقليّة مُحايِدة منطقيّة، فوصل معهم في حديثه أنّ الذي فتح له عينيه هو على الأقلّ نبيّ، ولو لم يكُن آتيًا من الله، لم يكُن يستطيع أن يفعل شيئًا مُعجزيًّا مثل هذا.

من كنوز القديس كيرلس السكندري (70)
عندما قال الرسل للربّ يسوع: "زِد إيمانَنا"، أجابهم: "لو كان لكم إيمان مثل حبّة خَردَل، لكُنتُم تقولون لهذه الجمّيزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم" (لو17: 5-6). يُقَدِّم القدّيس كيرلّس الكبير تعليقًا لطيفًا على هذه الكلمات، بالقول:

بمناسبة إنجيل الأحد الخامس من الصوم المقدّس - شفاء المفلوج
قصّة شفاء المفلوج منذ ثمانية وثلاثين عامًا عند بِركة بيت حسدا، جاءت فقط في إنجيل القدّيس يوحنّا (يو5: 1-18). ويُقَدِّم القدّيس كيرلّس الكبير تفسيرًا تأمّلِيًّا جميلاً بخصوصها، أقتطفُ لحضراتكم في هذا المقال بعضَ فقراتٍ مِنه:

من كنوز القديس كيرلّس السكندري (69)