لماذا أحبّت مريمُ أخت لعازر الربّ يسوعَ؟

قبل الفصح بستّة أيّام، في مساء السبت قبل دخول السيّد المسيح أورشليم يوم الأحد، كان موجودًا في بيت عنيا، وحضر الكثيرون عشاءً صنعوه له، في حضور لعازر الذي أقامه من بين الأموات.
أثناء جلوسه على المائدة، أخذت مريم أخت لعازر طيبًا ناردين فائق الثمن، وسكبته على قدميه، ومسحتهما بشعرها.
في الحقيقة أنّ هذا الطيب كان له قيمة أكبر بكثير من ثمنه المادّي؛ هكذا الحبّ أيضًا، فهو لا يُقَدَّر بثمن.. لكنّ الربّ يسوع يُقَدِّر دائمًا هذه القيمة، حتّى لو لَم يُقَدّرها أحدٌ من الناس؛ هو يُقَدّر حبّنا جدًّا، حتّى في عطايانا البسيطة، كمّا قَدّر فِلسَيّ الأرملة، فقد عبّروا عن حبّها العظيم، إذ كانوا كلّ ما عندها!
نعود الآن فنسأل، لماذا أحبّت مريم الربّ يسوع كلّ هذا الحبّ، حتّى تُضحِّي وتقدِّم طيبًا بمثل هذا الثمن الكبير جدًّا؟
إذا فكّرنا في الإجابة، فسنجد سبعة أسباب على الأقل:
أوّلاً: لأنّها أقامت وطوَّرَت علاقة شخصيّة خاصّة معه؛ من خلال دعوته لزيارة بيتها، وقضاء وقت طويل معه أثناء الزيارة.
ثانيًا: لأنّها أحبّتْ كلامه الحلو، والجلوس تحت قدميه، والتلمذة له.. فصار كلامها قليلاً، إذ كانت تسمع أكثر مِمّا تتكلّم!
ثالثًا: لقد نَمَت في معرفته، واختبرت حنانه واهتمامه، مع قُدرته أيضًا في حياتها وفي حياة أسرتها؛ وبالذّات أخيها لعازر، عندما أقامه الربّ من الموت.
رابعًا: من الواضح إحساسها بأنّها مديونة له بالكثير في حياتها؛ وكما قال السيّد المسيح أنّ الذي يُترَك له الكثير يُحِبُّ كثيرًا (لو7).
خامسًا: لم تُشتِّت نفسها بما يقوله الآخَرون عنها، ولم تلتفِت إلى انتقاداتهم لها.. فحفظت مشاعرها مُرَكَّزة في المسيح، وبالتالي قدّمتها كاملةً له!
سادِسًا: إنّها آمنَتْ أنّ يسوع هو حاجتها الحقيقيّة ونصيبها الصالح الذي لن يُنزَع منها؛ لذلك تمسّكت به، ولم تسمح لأحد بأن يَفصِلها عنه.
سابعًا: لقد بادلت يسوعَ حُبًّا بحُبٍّ، فنما حبُّها.. وهكذا دائمًا ينمو الحبّ عندما يكون من الطرفين!
لقد رسمَت لنا مريم طريقًا جميلاً؛ لنتعلّم كيف نحبّ يسوع، ونُسعِد أنفسنا بمحبّته!