ليَكمُل قول الله بسلام

    لاحظت في السنوات الأخيرة، أنّ هذه الجملة تمّ إضافتها على الأجبية في تطبيق "القارئ القبطي Coptic Reader"، وهو تطبيق عظيم وواسع الانتشار.. وبالتالي صارت بعض الكنائس أو الكهنة الجُدُد أو عامّة الشعب يرَدّدونها، وكأنّها جزء من طقس الصلوات.

    الحقيقة أنّ هذه الجملة لم نستلمها، وغير مكتوبة في أيّ كتاب طقسي.

    + ما يذكره أبونا القمّص رافائيل آفا مينا أنّ البابا كيرلس السادس كان يقولها، نتيجة أنّ قراءة أناجيل السواعي كانت تُقال سِرًّا..

    بمعنى أن الكاهن يقول: ذوكصاسي.. من إنجيل معلمنا.. بركاته تكون معنا. آمين.

    ويبدأ الشماس في القراءة في سِرِّه، وفي نفس الوقت يقول الكاهن مباشرة: ليكمل قول الله بسلام، تين أوؤشت إمموك أو بيخريستوس... ويبدأ في صلاة القطع..

    + هذا ما كان يفعله البابا كيرلس، وبعض الأساقفة في القديم، مثل أنبا ديوسقورس أسقف المنوفية (1965-1976م)، والذي رسمني شمّاسًّا (قارئًا)  في 21 فبراير عام 1971م، وكان يصلّي القداس يوميًّا.. وهو أثناء رهبنته قد عاش لفترة طويلة مع القمّص مينا البرموسي المتوحّد في مصر القديمة.. أتذكّر أنّ أنبا ديوسقوروس كان يفعل هذا، حتّى يستطيع الانتهاء من القدّاس في ساعةٍ واحدة، بداية من المزامير حتّى صرف الشعب، وقد صلّيتُ معه عشرات القدّاسات..

    + وهذا أيضًا الذي لا يزال يفعله أبونا روفائيل آفا مينا، في قداسه اليومي، ففيه تُقرأ أناجيل السواعي سِرًّا، ويُستعاض عنها بعبارة "ليكمُل قول الله بسلام"..

    أمّا إذا تمّت قراءة أناجيل السواعي جهرًا، فلا يقولون بعدها "ليكمُل قول الله بسلام"، لأنه لا داعي لها..

    + من هنا نفهم أن هذه العبارة "ليكمل قول الله بسلام" تبدو وكأنها تكمله للإنجيل الذي يتمّ قراءته سرًّا، ولم تكتمل قراءته بعد..

    + وقد سمعتُ أيضًا تسجيلاً بالصوت والصورة من أبينا القمّص روفائيل آفا مينا، وكان فيه يؤكّد على فكرة أنّ هذه العبارة نقولها فقط في حالة قراءة أناجيل السواعي سِرًّا، ويَعترض على قول هذه العبارة في الحالات العاديّة التي تقرأ فيها إناجيل السواعي جهرا بشكل كامل.. فإذ قد اكتملت قراءة الإنجيل، لا يوجَد سبب أن نقول "ليكمل قول الله بسلام"؟!

    + جدير بالذِكر أيضًا أنّ القدّيس البابا كيرلّس، كان يُضيف جزءًا قبل قراءة الإنجيل، وقد أخذه عنه كلّ آباء دير مارمينا، وبعض الآباء الكهنة أيضًا. فكان يقول:

    "ذوكصاسي أو ثيؤس إيمون. قدّوس قدوس قدوس ربّ الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس وكرامتك.

    من إنجيل معلّمنا (   ) البشير والتلميذ الطاهر. بركاته على جميعنا، آمين.

    ربّنا وإلهنا ومخلّصنا، وملكنا كلّنا، يسوع المسيح، ابن الله الحيّ. الذي له المجد الدائم.

    تحلّ علينا نعمته وبركته ورحمته، إلى أبد الآبدين، ودهر الداهرين. آمين."

    ثمّ يترك الشماس يقرأ الإنجيل سِرًّا، ويتابع مباشرةً قائلاً:

    "ليَكمُل قول الله بسلام. تين أوؤُشت إمموك أو بخريستوس (نسجد لك أيّها المسيح..)"

    ويتلو القِطَع الخاصّة بالساعة.

    + أخيرًا.. لا أعرف إن كان البابا كيرلس السادس قد استلم هذه العبارات من أشخاص سبقوه، أم هو نفسه الذي بدأها؟!

    + بالتأكيد، ليس لي اعتراض على هذه الإضافات ذات المعاني الطيّبة.. ولكنّ الأمر غير المُريح في هذا الموضوع، هو النقل بدون تفكير.. وصُنع تغييرات بإدخال عبارات في الطقس تتناقلها الأجيال بدون مرجعيّة أصيلة، أو تأريخ لوقت دخولها في الصلوات، مِمّا يتسبّب دون قصد في تشويه تراثنا الكنسي على مدى الزمن..

    سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله المقدّسة. آمين.