مقالات جميلة كتبها القدّيس القمّص بيشوي كامل (18)

صعود الربّ يسوع

    + لم يوجَد نبيّ ولا رئيس أنبياء، مات وقام وصعد بذاته إلاّ يسوع المسيح الإله.

    فصعود السيّد المسيح بعد القيامة هو إثباتٌ لأُلوهيّته.

    + والسيّد المسيح عندما كلّم نيقوديموس، قال له:

    "ليس أحدٌ صعد إلى السماء، إلاّ الذي نزل من السماء. ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو3: 13).

    فالسيّد المسيح الذي كان يكلّم نيقوديموس على الأرض، كان في نفس اللحظة في السماء. فهو خالق السماء والأرض، ولا حاجةَ له للصعود لأنّه في السماء والأرض وخالقهما.

    + لكنّه صعد بجسدنا.. أي بجسد بشريّتنا، الذي أخذه من سيّدتنا القدّيسة مريم.. أي بجسدي وجسدك. وهكذا بارك ربّنا يسوع جسدنا، وكأنّ هذه هي المرّة الأولى أن يصعد جسد بشري قائم من الموت إلى السماء.. أي أنّه فتح لنا السماء، بل أصعدنا فِعلاً "وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويّات" (أف2: 6). من أجل هذا رجع التلاميذ بفرحٍ عظيم، ومن أجل هذا أيضًأ ينبغي أن نفرح جميعًا.

    + هو صعد للسماء، لكي نُدرِك أنّ مكاننا الحقيقي هو في السماء.

    سننشغل بالسماء، ولا نجعل أمور الأرض تسيطر على قلوبنا، فنحبّ الأرض وشهواتها، كأهل العالم، وننسى السموات والشركة مع المسيح وحياة القداسة.

    + ويمكننا أن نتدرّب على الصعود، كما يأتي:

   (1) كلّ مرّة نقول فيها "ابانا الذي في السموات" نتذكّر أنّ ربّنا يسوع قَصَدَ أن نُدرِك أنّ الصلاة هي وقوف في السماء.

   (2) القدّاس الإلهي وقوفٌ في السماء، حيث يحضر ربّنا يسوع معنا. من أجل ذلك نقول: "إذا وقفنا في هيكلك المقدّس نُحسَب كالقيام في السماء".

   (3) كلّ مرّة نرفع قلوبنا بالصلاة أو بالطلبة أو بالنظر إلى السماء، فنحن نصعد إلى فوق؛ كما صنع نحميا، قبل أن يَرُدّ على الملِك: "فصلّيتُ إلى إله السماء، وقلت للمَلِك.." (نح2: 4، 5).

   (4) كلّ مرّة نحتقر أباطيل العالم، ونفكِّر في المسيح، وفي الشركة معه، فنحن نصعد بقلوبنا إلى فوق.

   (5) كلّ مرّة ننفِّذ فيها وصايا يسوع، ونُعلِن حبّنا له، نكون بالحقّ أبناء السماء. وعندما يقول الكاهن في القدّاس:

    "ارفعوا قلوبكم"، نقول له بالحقّ: "هي عند الربّ".

    إذًا يا إخوتي.. الصعود حياة مستمرّة، مع يسوع رأس الكنيسة، الذي صعد وجلس عن يمين الآب، بجسد بشريّتنا. فلنشكره ونمجّده ونفرح ونتهلّل.

القمص بيشوي كامل

(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد يونيو 1975م)

+ + +

بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.