مقالات جميلة كتبها القدّيس القمّص بيشوي كامل (16)

               أوّل مايو

    + تحتفل بلادنا المصريّة في أوّل مايو بعيد العمّال.

    + وتحتفل كنيستنا المصريّة في أوّل مايو بعيد استشهاد أمير الشهداء القدّيس مار جرجس.

    + وهذا اليوم دائمًا بيكون قريبًا من عيد القيامة المجيد. فشهادة مار جرجس هي تعبير قوي عن قوّة القيامة. فهو شابّ في العشرين من عمره، ولكنّه مات عن العالم وشهواته، وقام مع المسيح. والقيامة هي قوّة تخلق من الموت حياة.. أخذناها بالمعموديّة. ""فدُفِنّا معه بالمعموديّة للموت، حتّى كما أُقيمَ المسيح من الأموات بمجد الآب نسلك نحن أيضًا في جِدّة الحياة" (رو6: 4).

    + والقيامة هي حياة تَغلِب الموت، فقد مات مار جرجس ثلاث مرّات، ولكن قوّة القيامة فيه غلبت الموت. "أين شوكتك يا موت؟" (1كو15: 55). والحياة فيه كانت أقوى من الموت فلم يَقبَل النجاة (عب11: 35).

    + وعاش مار جرجس الشاب قوّة القيامة في حياة الطهارة، فلم يسقط في شهوة النجاسة، بل استطاع أن يُتَوِّب الفتاة التي جاءت لإغرائه، ويحوِّلها إلى مؤمنة وشهيدة، وهي تقول: "لقد أحضروني لأُسقِطك بسحر خلاعتي، فجذبتني بسحر طهارتك".

    + وقوّة القيامة فيه ظهرت في شجاعته، فلم يخَف من بطش دقلديانوس، بل ضرب أصنامه بقدميه.

    + وقوّة القيامة لم تجعل منه إنسانًا يخضع لمحبّة العالم، بل عندما وعدَه دقلديانوس بأن يصير من سكّان قصره، حوّل الملكة إلى مؤمنة شهيدة تقول: "لقد تركتُ باب قصري مفتوحًا على مصراعيه، فلا تُغلِق باب فردوسك في وجهي يا إلهي!"

    + فالقيامة يا أخي الشاب هي حياة غالبة للعالم وشهواته، وهي حياة نصرة وصلاة وشجاعة واحتقار لأباطيل العالم. فشهادة مار جرجس (في سِنّ 23) صورة حيّة ناطقة عن قوّة القيامة في حياة الشباب.

القمص بيشوي كامل

(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" - عدد مايو 1976م)

+ + +

    بركة صلوات الشهيد العظيم مارجرجس، وأبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.