مقالات جميلة كتبها القدّيس القمّص بيشوي كامل (12)

يُرسِل لك عونًا في حينه..

ولو في مستشفى المجاذيب..!!

ذهبتُ من عِدّة أعوام، لزيارة مريضة بمستشفى المعمورة للأمراض العقليّة، وكانت تتميّز بالهدوء والصمت.

وبينما أنا واقف مع هذه الأخت (س)، جاءت فتاة مريضة وعلى رأسها طرحة بيضاء، واقتربت مِنّي، وبدأت تتهكّم عليّ بالألفاظ، ولم استطِع التفاهم معها، لأنّها في مستشفى المجاذيب..

وأخيرًا مدَّت يديها ناحية لحيتي، وكانت تنوي شرًّا..!

ولكن ماذا أفعل؟

"رفعتُ عينيّ إلى الجبال، من حيث يأتي عوني".. وفي الحال جاءت سيّدة مجنونة تجري من آخِر المستشفى، وإذ بها تصفع الفتاة صاحبة الطرحة البيضاء صفعة قويّة، دفعتها للخلف عدّة خطوات، ونزلت عليها بالسباب والشتائم. وبدأت تطيِّب خاطري، ثمّ قالت لي: "مِش أنت قسّيس؟" قلت: "نعم."

قالت: "إذن ستزوّجني من أخو الأخت الطيّبة (س).. لأنّه كان في زيارة لأخته، فطلبتُ منه الزواج، فقال لي إنّ الزواج لا يتمّ إلاّ بالقسّيس، والحمد لله إنت حضَرت."

فقلت لها: "فِعلاً.. لا يتمّ الزواج إلاّ بالقسّيس. ولمّا يحضر أخو الأخت (س) سأزوّجه لكِ."

فشكرتني جدًّا، واعتذرت عَمّا بدر من صاحبة الطرحة البيضاء.

وأخيرًا.. سلَّمتُ على الأخت (س)، ودهنتها بالزّيت، وخرجتُ من باب المستشفى شاكرًا الله الذي أرسل لي عونًا في حينه.

وقلت ياريت الواحد يفتكر ربّنا في كلّ وقت، ويكرِّر هذه الآية: "جعلتُ الربّ أمامي في كلّ حين، لأنّه عن يميني فلا أتزعزع" (مز16(

يا أحبّائي.. إنّ الربّ راعينا، فلا نخاف شيئًا، معنا كلّ الأيّام وإلى انقضاء الدهر حسب وعده.

"ادعُني في وقت الضيق، أنقذك فتمجّدني" (مز50: 15)

القمص بيشوي كامل

هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد فبراير ومارس 1977م

+ + +

بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.