مشاهد من رحلة كينيا 2018

+ كانت الرحلة من يوم ٧ يونيو حتى ١٩ يونيو ٢٠١٨م، وكان عددنا ٢٥ من شيكاجو، وكان معنا أبونا مينا بشارة من كنيسة مارمينا بشامبين وأسرته، ومعنا أيضًا الشمّاس الدكتور عاطف معوّض وزوجته مدام فريال.. والتحق بنا عدد ١٣ شاب وشابة من انجلترا وفرنسا..

+ بعد وصولنا لمطار نيروبي بأربع ساعات، أخذنا طائرة لمدينة كيسومو في غرب كينيا، ومنها إلى منطقة ماسينو حيث مكثنا طول المُدَّة في الخدمة هناك..

+ لنا في منطقة ماسينو وما حولها حوالي ٤٠ كنيسة قبطيّة كينية، تتفاوت في الحجم وتتميز كلّها بالبساطة.. ولنا هناك أيضًا ١٤ أب كاهن قبطي كيني يخدمون هذه الكنائس، مع شمامسة مكرسين.. تحت رعاية نيافة الأنبا بولس أسقف الكرازة..

+ زرنا كنائس كثيرة وافتقدنا عددًا كبيرًا من الأُسَر، التي يسكن أغلبها في أكواخ.. كما زرنا في كيسومو سِجنًا للنساء وآخَر للرجال، وكرزنا هناك لأعداد تتجاوز الثلاثمائة.. وكرزنا أيضا في الأسواق العامة..

+ كانت هناك دائمًا تغذية روحيّة يوميّة مكثّفة، في اجتماع صلاة ودراسة إنجيل صباحا ومساء مع نيافة الأنبا بولس.. قبل وبعد الخدمة، والشحنة الروحيّة التي كُنّا نأخذها من الصلاة والتأمُّل في الكلمة الإلهيّة كانت تدفعنا بقوّة في الخدمة.. والحقيقة أنّ الفائدة الروحية التي خرجنا بها لا تُقدَر بثمن...

+ المركز القبطي في ماسينو به كنيسة متوسّطة الحجم على اسم مارمينا العجايبي، وأيضا كنيستان صغيرتان، ومستشفى بطاقة خمسين سريرا، وعيادات خارجية.. مع بيت خلوة ومباني أخرى صغيرة للإقامة.

+ كُنّا في كلّ صباح، بعد أن نأخذ وقتًا للتأمُّل quite time ونصلي ونستمع لكلمة روحيّة تفاعُليّة من نيافة الأنبا بولس، نتناول طعام الإفطار، ثمّ يتمّ توزيعنا على أربع أو خمس مناطق للافتقاد وزيارة الكنائس لعمل اجتماعات فيها، وكان معنا آباء كهنة كينيّون وشمامسة أيضًا.

+ صلّينا معًا قدّاسين في المركز القبطي، بخلاف قُدّاسات أُخرى في الكنائس المتنوّعة أيّام الآحاد.. وكُنا في كلّ ليلة نصلّي التسبحة أو نستمتع باجتماع صلاة حتى وقت متأخر.

+ أجمل اختبار في هذه الرحلة هو خلط كلّ عمل بالصلاة.. وهذا في الحقيقة هو الطابع العام لخدمة نيافة الأنبا بولس.. فالصلاة شيء أساسي قبل وبعد وأثناء أيّ خدمة سواء زيارة أو اجتماع أو دراسة كتاب مقدس.. وكُنّا نشعر بوضوح أنّ رفع القلب بالصلاة باستمرار يقوي إحساسنا بحضور الله في المكان، ويملأنا بالقوة والسلام والفرح..

+ بجانب الخدمة كان نيافة الأنبا بولس يهتمّ بتوفير أفضل الطعام لنا، وذهب بنا في أحد الأيّام لنأكل سمَكًا على ضفاف بحيرة فيكتوريا.. وبعد الأكل وفي نفس المكان، صلّينا ورتّلنا وقرأنا الإنجيل، واحتفلنا بعيد ميلاد أحد الشبّان، وقضينا وقتًا مُبهِجًا في شركة المحبّة معًا..

+ اللغة الوطنيّة في كينيا هي السواحيلي، وهي لغة أفريقيّة تُكتَب بحروف إنجليزيّة، وبها كلمات كثيرة عربيّة.. كمّا أنّ هناك لغات أخرى مختلفة للقبائل.. بالإضافة للّغة الإنجليزيّة التي يعرفها معظم الناس، ويتمّ التدريس بها في المدارس.. فلذلك يمكن أن تجد أحد الآباء الكهنة الأفارقة يتحدّث أربع لغات بطلاقة: الإنجليزيّة والسواحيلي ولغة قبيلته مع العربيّة التي تعلّمها في مصر أثناء دراسته في الإكليريكيّة. وبالطبع نحن كنّا نتكلّم ونصلّي بالإنجليزيّة في كلّ المناسبات، ويقوم بالترجمة أحد الكهنة أو الشمامسة.

+ الناس في كينيا يتميّز معظمهم بالبساطة وحُبّ العطاء.. ويحبّون التسبيح والترنيم، ولديهم استعداد كبير لسماع كلمة الله والتأثُّر بها.. فكما أنّ أرض كينيا خصبة ومعظمها صالح للزراعة، هكذا قلوب الناس جيّدة تستقبل ببساطة وفرح بذور الكلمة الإلهيّة وتأتي بثمر..