الموت والحياة الجديدة

أقدِّم لكم في هذا المقال، مقتطفات من أقوال الآباء عن معنى الموت ومعنى الحياة الجديدة، التي يهبها لنا السيد المسيح بموته وقيامته..

+ الموت هو الجِّسر الوحيد المؤدِّي إلى الحياة الأبد ية، ولا يوجَد طريق آخَر سواه يوصِّل الإنسان إلى هذه الحياة.

}القديس يوحنا ذهبي الفم{

+ عندما يشرع شخصٌ ما في إعادة بناء منزل قد تداعى وأصبح على وشَك الانهيار، فمادام قد أخرَجَ خارجًا سكان هذا المنزل أولاً، وعندئذٍ يقدر أن ينقضه ويبنيه بناءً أكثر جمالا . وهذا الأمر لا يسبب أي حُزن لأُولئك الذين يخرجون خارج البيت، بل بالحري يُسعِّدهم؛ لأ نهم لا يعطون أهمية لِّما يشاهدونه بأعينهم من هدم، بل للبناء الذي سوف يقوم، وإن لم يروه بعد. نفس الأمر يفعله الله، عندما ينوي أن يفكِّك جسدنا، يُخرِّج مُسبَقًا النفس التي تسكُن هذا الجسد، ومِّن ثَمَّ يقيمها مرة أخرى بمجدٍ عظيم بعد أن يعيد بناء هذا البيت ثانيةً .

}القديس يوحنا ذهبي الفم{

+ إ ن الله منذ البداية قد خلق الإنسان لهذا الهدف.. لكي لا يفنى، ولكن لكي يحيا إلى الأبد، أي خُلِّقَ للخلود. حتى حينما سمح أن تكونوا عُرضةً للموت، سمح بذلك لكي تنصلحوا بهذا العقاب، حتى حينما تحيون بالفضيلة تستطيعون أن تصِّلوا مرة أخرى للخلود.

}القديس يوحنا ذهبي الفم{

+ عِّش كميت في هذه الحياة، ستحيا بعد الموت.

}القديس مار إسحق السرياني{

+ عندما تموت قبل أن تموت، حين تموت لن تموت.

]قول مدوَّن على حائط أحد الأديرة اليونانية الأرثوذكسية[

)بمعنى أ ن الموت عن الشهوات والخطية، والإنسان بعد في الجسد، يحقِّق له الحياة الأبدية، بعد أن يجوز الموت بالجسد..!(

+ إ ن الموت الذي دخَل بسبب الخطية لا يحتفظ بقوته على ساكني الأرض إلى الأبد، ولكنه يتلاشى بقيامة المسيح من بين الأموات، وهو الذي يجدد العالم ويعيد تشكيله إلى ما كان عليه في البداءة.

}القديس كيرلس الكبير{

+ لقد أعلَنَ المسيح أنه سوف يعيد إلى الحياة كل الذين رقدوا على الأرض أي في القبور. وقال: "تأتي ساعة حين يسمع الموتى صوت ابن الله والسّامعون يحيون.. فيخرج الذين فعلوا الصّالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 5). وقد أ كد أنه قادر على هذا فقال: "أنا هو القيامة والحياة" )يو 15:22 (. ولكن لأن معجزة إقامة الموتى جميعًا عظيمة جدًّا، بل توجَد صعوبة في تصديق عودة الموتى إلى الحياة، أراد المسيح أن يقدِّم معونة لنا، مُعلِّنًا القيامة ومُعطِّيًا علامة عليها، بإقامة لعازر وابن الأرملة وابنة يايرُس.. وهكذا أعطى رب المجد بشكل جزئي وفي نطاق محد ود تذوُّق مُسبَق لِّما هو متوقَّع أن يحدث بشكل كامل للخليقة ك لها.

}القديس كيرلس الكبير{

+ لقد سحق المسيح الأبواب النحاسية، وأزال شوكة الموت... لقد غيَّر حتى اسم الموت، فلا يُدعَى موتًا، بل نومًا ورقادًا.. ومنذ قدَّم المسيح ذاته من أجل كل البشر ية وقام من الموت، قدَّم للبشر ية حياة جديدة لم نعرفها من قبل، فلا يُسمَّى بعد الخروج من هذا العالم موتًا بل نومًا أو انتقالا .

}القديس يوحنا ذهبي الفم{

+ علينا أن نفرح للانتقال من هذا العالم، لأن الحياة بعد الموت هي حياة سعادة وفرح، حياة غير مُهانة من الشر، ولا تسقط في خِّداع الأحاسيس الشهوانية..

}القديس غريغوريوس أسقف نيصُص{

+ عندما نشاهِّد المسيحيين وهم يبنون قصوراً بحدائق وحمامات، ويشترون الأراضي والعربات، وما شابه ذلك، فإننا ندرك إ نهم لا يؤمنون بالحياة الأبدية ولا يريدون الاستعداد لها، طالما أن اهتماماتهم تنصب بصورة مُطلقة على هذه الحياة فقط.

}القديس يوحنا ذهبي الفم{

+ مَن يفكِّر بشكل صحيح، لن ينتابه حزن عند ترك هذه الحياة الحاضرة، ولن يرتبط بشهوة ولن يرغَب فيها، ولن يشعُر بضيق إذا ماتَركَ كل هذا.. إ ن رجاء القيامة يخلق فينا شهوة الفضيلة وبُغضة الخطية..

}القديس غريغوريوس أسقف نيصُص{

أبناء الكنيسة الأحباء.. السيد المسيح أعطانا بموته وقيامته، قوة موت عن شرور العالم، وقوة حياة جديدة لا يغلبها الموت.. "إن كنتم قد قُمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق.. اهتمُّوا بما فوق لا بما على الأرض" (كو 3)

كل عام وأنتم في ملء البركة والسلام،،